الثلاثاء، 27 يونيو 2017

حيز واسع من الهشاشة










محمد جيجاك

 لا أعلم إن كان تاريخي الشخصي أسود أو أبيض أو رمادي أو لا شيء!
ما أعرفه أنني أربعون عاماً في وطني كنت مضموم الحراشف كسمكة ميتة
كنت أجيد الابتسامات الرمادية وأرميها بسخاء لكل عابر بي، مفترضاً أنّ ابتساماتي تفي بأغراض كثيرة، منها.. تعفيني من الثرثرة والخوض في التفاصيل الممّلة حين سرد حكايات فاقعة بأحداثها.
في أعوامي الأخيرة صرتُ أقود شرودي المستحوذ على كل أوقاتي للغوص في عتم ذاكرتي، بالأمس مساءاً وأنا جالس قرب نهر صغير تخترق غابة متعددة بأنواع أشجارها، راقبت سنجاباُ يقفز من حجرة لأخرى بلا هدف، أو خيّل لي أنه يفعل ذلك بلا هدف، فجأة أبصرتُ رأس الخيط في ركن قصيّ من ذاكرتي، سحبتُ الخيط حتى آخر النفق المعتم، لأكتشف أنّ سجّلي الشخصي مليئ بالبلاهة واللاهدف والسمّو الخلّبي.

***
للكلمات الدّالة حلقات وصل، طوبى لمن نسج بها حبل مشنقته
***
لو كان لي حلم لسعيتُ إلى تحقيقه، وأرحت كل أصدقائي من ثرثراتي .

***

ما زلت أندهش من قاضٍ يصدر حكم الإعدام بحق انسان حيّ !

***
حين تكون وسط غابة وبلا بوصلة، كل الجهات تعني لك الشمال

***
حين نزحتُ من بيتي وللأبد، لم أودّع أحد
وقفت في منتصف الشارع مثل أبله يدوّر رأسه كحرباء لعلِّي أُبصرعابراً ألوح له
كان المطر غزيراً جداً وصوت الرصاص أيضاً

تفاجئت بأنّ الذين كنت أحبهم من جيراني كانوا يحبّون اللعب بالرصاص أكثر من حبهم للمطر !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق